الشهيد: ملازم أول / على إبراهيم
المكان : الدفيرسوار – المعدية رقم 6
الزمان :حرب الأستنزاف فى بدايات عام 1968
السلاح : المدرعات
الأحداث : قائد الفرقة المدرعة المصريه فى غرفة العمليات وحوله رؤساء الأركان والقادة وبينهم ملازم أول صغير السن ناضج العقل يلمع فىعينيه الذكاء والترقب والأهتمام وقائد الفرقة يلقى عليه المهمة وبجواره قائد كتيبته الرائد عماد وهو يسجل تعليمات قائد الفرقة ويوقعها على الخريطة أمامه
المهمة : التحرك الليلى من موقع التمركز فى المنطقة الخلفيه بأستخدام أجهزة الرؤية الليليه وأحتلال مرابض نيران على خط الجبهة للأشتباك المباشر بأهداف للعدو تتحرك خلف النقط القويه وتعمل ككمين مفاجأ للعدو وتدعيم المدفعية فى هذا القطاع الساخن.. ساعة الصفر غدا ..وتمام الأستعداد للتحرك اليوم
يركب الملازم على بجوار الرائد عماد العربة الجيب فى طريقهم لموقع الكتيبه
على : ساكت ليه يا فندم ما بتعلقش على المهمه
عماد : لا أبدا أنا بفكر أزاى حتقدر تنفذ هذه المهمة ياعلى
على : خليها على الله يا فندم وأنشاء الله حنشرفك
أنت عارف مشكلة الدبابات القديمه وتأثير الشوشرة على أجهزة الأتصال ..مش عارف حنعمل أيه.. الدبابات دى موديل 1941والروس كانوا بيحاربوا بيها فى الحرب العالمية التانية على جبهة القوقاز لكن فيها ميزة واحده أن مدفعها دقيق > حنتصرف بعون الله
المهم أنت رجالتك ودباباتك جاهزين للتحرك
أحنا جاهزين من أمبارح والناس سعيده لأنها ستبدأ الأشتباك لأول مرة على الجبهة..وحضرتك عارف فعندى أفضل الرماة فى الفرقة
ربنا يسهل ولو تعذر تنفيذ المهمة أتصل بى وسأعمل على عودتكم
ان شاء الله حنفذ المهمة بس أدعى لنا
تصدر أوامر التحرك والبدأ فى تفيذ المهمة وتتحرك الدبابات الثلاثة القديمة فى جنح الليل ويصلوا إلى نقاط التمركز الجديدة وهى دشم حصينة تحت الأرض على شاطئ القناة تقوم فيها الدبابات بالصعود إلى مصطبة الأشتباك ثم ترتد منها داخل الدشمه بعد تنفيذ مهمتها
وتسطع شمس نهار جديد.. ويجلس (على إبراهيم )مع أطقم دبابابته ويشرح لهم المهمة ويأمرهم بعدم التحرك الجماعى أو الصعود على مصاطب الأشتباك حتى لا يتنبه العدو لوجودهم ..فقد مرت ستة أشهر على حدوث النكسة والعدو يزهو بنفسه ويتحرك بدون حرج أمامهم وأى طلقة تخرج من القوات المصريه تقابل بمئات الطلقات من الجانب الأخر هكذا هو حال الصهاينه منذ عام 1948 وحتى الأن... مقابلة القوة بأضعاف أضعفها لخفض الروح المعنوية للخصم
وفى عصر اليوم التالى تحلق الطائرات الأسرائيلية بطول الجبهة وعرضها وهى تقصف الخطوط الأماميه ثم يعقبها قصف بالمدفعية من الجانبين وتخيل الملازم على بأنه قد حانت الفرصة لتنفيذ المهمة ويأمر الأطقم بالركوب وألأستعداد للخروج والأشتراك فى القصف
فينادى فى اللاسلكى على الدبابة رقم1 فلا يرد فينادى على الدبابة رقم 2 فلا ترد
فيخرج من دبابته العتيقه ويأمر الأطقم بالنزول
على : هو فيه أيه يا جماعة ماحدش بيرد ليه
قائد الدبابه رقم 1 : الأتصال معدوم يا فندم حتى الأتصال الداخلى مش عارف أتصل بالسواق عشان يطلع ويتحرك بالدبابه
على: الشوشرة الألكترونيه على طول الجبهة هى السبب وأجهزتنا اللاسلكية قديمه ولا تستطيع التغلب على الشوشرة التى يصدرها العدو
طب والعمل يا فندم حنقعد كده ما نشتبكش
سيبونى أفكر
وتنتهى فترة الأشتباك التى أستمرت لمدة ساعة فتعود أجهزة الأتصال للعمل وتهدأ الجبهة ويبدأ يوم جديد والملازم (على) يكاد أن يجن وتطرق له الشعور باليأس والأحباط بعد أن مرت ثلاثة أيام دون أن يطلق طلقة واحدة ولكن خطرت له فكرة بدائية لحل هذه المشكلة فجمع الأطقم وتوسطهم ليشرح لهم خطته
على : علشان نتغلب على أنقطاع الأتصال الداخلى يقوم كل قائد طاقم بربط أكتاف السائق بحبل من طرفين لا مؤاخذه زى سلبة الحصان ويوجه عن طريقها السائق يمين شمال أجرى أأقف أرجع للخلف وسنتدرب عليها
قائد الطاقم رقم 2 : فكرة عظيمه يا فندم ..طب أزاى حتتحكم فى تحديد الأهداف وأدارة النيران
على: هذه هى مهمتى سأصعد على سطح الردم المواجه للعدو بحيث ترونى جميعا وسأشير لكم بالبيارق الصغيرة والأشارات اليدويه المعروفة والمدربين عليها
قائد رقم1: لكن أنت معرض للأصابه المباشرة بنيران القناصة والمدفعية
على : أحنا مبدأنا أيه ..النصر أو الشهادة ..توكلنا على الله
ويأتى يوم جديد تشتد فيه الأشتباكات ويصعد الملازم (على) أعلى الدشمه ويأمر دبابة بالخروج وتنفيذ الأشتباك والعودة لمكانها بأقصى سرعة ثم الثانية ثم الثالثة وكانت مفاجأة مذهلة للعدو بوجود الدبابات الثلاثة وهى تنفذ وأجب التراشق المباشر على أهداف بعيدة وتدمرها ويحدث هذا أرباك لقيادة العدو التى أوقفت التحركات البعيدة بعد أن تكبدت خسائر مهولة من دبابات( على إبراهيم) ويتوقف الأشتباك ويسحب العدو خسائره ويخرج الطيران ليبحث عن هذه الدبابات الثلاثه ويقم بضربات أرهابيه على طول القناة ولكن( على إبراهيم) كان فى دشمته مع رجال أطقمه يحتفلون بأنتصارهم المدوى
وأستمر هذا الحال لمدة أسبوعين ودباباته تقصف أى أهداف تظهر فى قطاعها
حتى تم أكتشاف موقعه وتساقطت عليه دانات المدفعيه والهاون وهو صامد وينفذ مهمته بنجاح .. فطلب من قيادته أن يغير مكانه فوعدوه بأنه سيتم تجهيز أماكن أخرى عندما يعود الهدوء للجبهة
وفى النهاية تسقط قذيفة هاوان على مكان (على) وهو فوق التبه يدير نيران دبابته ..ويسقط الشهيد بعد أن لقن العدو درسا لا ينساه فقد تغلب بذكائه الفطرى على التكنولوجيا الأمريكيه والعجرفة الأسرائيليه ..ليدخل على إبراهيم سجل شهداء الواجب والشرف مسطرا أغلى سطور البساله لجيش مصر العظيم فى حرب الأستنزاف
ونقول بأنه ليس بالسلاح الحديث وحده نكسب المعارك
المهم هو الرجال الذين يحملون السلاح
ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أموات بل أحياء عندربهم يرزقون
صدق الله العظيم
موضوع: دهاء الثعلب 
