قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعةالإخوان المسلمين، إن من يعطي الجماعة صوته في الانتخابات فإنه يحملهم عبء المسئولية والأمانة.
وأضاف بديع خلال حلوله ضيفا على برنامج 90 دقيقة في حلقة الاثنين تقديم الإعلامي عمرو الليثي، إن النظام السابق ظلم الجميع، ولكن الشعب استطاع بنفسه أن يحرر نفسه بنفسه، وكنا في مكتب الإرشاد في حالة انعقاد دائم طوال الـ 18 يوم الأول للثورة، وكنا نصلي وندعو الله ان يتم الثورة، ويعلي كلمة الحق.
ونفى المرشد ما تردد أن الإخوان كانوا مترددين في المشاركة في الثورة، مستشهدا بحملة الاعتقالات التي طالت أعضاء الجماعة في يوم 22 يناير، منوها إلى أن قيادات الجماعة تركت حرية المشاركة في مظاهرات 25 يناير.
وتابع: الأوامر كانت يوم 28 يناير بالنزول بكثافة إلى ميدان التحرير لحماية الثوار، و''كنا في القلب والقلب دوما مختفي بين الضلوع''.
وألقى بديع باللائمة على النظام البائد فيما آلت إليه أحوال المصريين من فقر ومرض، ولا أمانع في أن يرد الفاسدون الاموال نظير العفو، ولكن من تورطوا في قتل المتظاهرين فلا تسامح معهم، قائلا إنهم حولوا مصر إلى عزبة وتكية ووسية، مشيرا إلى النظام السابق.
وأكد بديع أن النظام السابق كان يذكي روح الفرقة بين أطياف الشعب، سواء المسلمين والمسيحيين، أو المحامين والقضاة وغيرهم.
وحول العلاقة مع المجلس العسكري قال بديع إننا ندين للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بالحفاظ على الثورة، ولكننا لاحظنا بعض الأخطاء والإبطاء في اتخاذ القرارات، وطالب بديع العسكري بسرعة تلبية حقوق المسيحيين، وأصحاب المطالب والحقوق، نافيا عقد أي صفقات سرية مع المجلس العسكري، مؤكدا رفض الجماعة منح العسكري سلطات تفوق الشعب، مستشهدا برفض الجماعة ''وثيقة السلمي''.
وحول رفض الجماعة المشاركة في المليونيات الأخيرة، قال بديع إن كثرة المليونيات أفقدها رونقها ومعناها، مشيرا إلى أن رفض الإخوان المشاركة في المليونية التي سبقة أحداث محمد محمود، جاء لعدم الإتساق مع أهدافها، ولاستشعار أنها فخ لاصطياد الجماعة، وخلق طار بين الأمن والجماعة.
''الإخوان لا يريدون استئثار ولا مغالبة وإنما مشاركة''.. تلك كانت إجابة المرشد على سؤال حول ما يريده الإخوان المسلمين من الانتخابات البرلمانية، وما نريده هو تقديم انتخابات بروح ثورة التحرير.
وأكد مرشد الإخوان إن الشعب الآن هو من يختار من يمثله، وليس كما كان في السابق عندما كانوا يختارون له من يمثله، كرها وغصبا، قائلا: ''الشعب اختار من يثق فيهم''، في إشارة إلى نتائج الجولة الأولى لانتخابات الشعب، وجدد تأكيد بديع عدم نية الجماعة المنافسة على مقعد الرئاسة.
وتابع بديع: فوجنا بقول العسكري إن المجلس القادم ليس من اختصاصه تشكيل الحكومة، ولابد من قوة برلمانية تصنع النظام، بالتوافق وليس الصدام، نافيا ما يتردد عن وجود صدام بين الإخوان والمجلس العسكري، مشيرا إلى أن الأمر لابد أن يتم بالتوافق، منوها إلى أن انتزاع صلاحيات مجلس الشعب قد يمنع الناخبين من الاقبال على التصويت.
وقال بديع: الإسلام بطبعه مدني ولا يوجد به ما يسمي بالدولة الدينية، وتهكم بديع مما يتداوله البعض قائلين الإسلاميين ''هيغطوا صدور وأوراك الفراخ''، متابعا: ''قلت لشباب الأقباط إننا مستعدون للموت دفاعا عن الدين والوطن مقابل أن تعيشوا انتم''.
''الديمقراطية لها ضوابط شرعية إسلامية يجب مراعاتها، بحيث ألا يتم التوافق على تغيير الشرائع''، ذلك كان تعليق المرشد على رؤيته للديمقراطية، وتصوره لها، مؤكدا أنه مع الديمقراطية طالما لم تطل الشرائع والأحكام.
واكد المرشد ان الجماعة تتقبل النقد البناء، وترفض مثلها مثل كافة المصريين النقد الهدام، قائلا:'' لا خاب من استخار ولا ندم من استشار''، وشدد مرشد الإخوان على قوله بأن الإخوان لن يحكموا مصر وحدهم وإنما بمعاونة اجهزة الدولة، وإن الإخوان المسلمين لن يحجروا على رأي أحد .
وحول دور الفن في ظل حكم الإخوان، قال المرشد إن الأناشيد والأغاني الهادفة كانت أحد وسائل رفع الروح المعوية للسجناء والمعتقلين، مشيرا إلى أن الإخوان يشجعون الفن الراقي ويرفضون الابتذال، وفيما يخص السياحة والبنوك، قال بديع إن الأمور حرام، يجب الالتزام بمنعها ولكن بالتدرج، وتوفير البديل.
وجدد المرشد رفض الجماعة ترشيح أحد من المنتمين لها في انتخابات الرئاسة، أو تأييد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مؤكدا انسحاب الإخوان من الصراع على الرئاسة حرصا على مصر، وان الجماعة حريصة على أن يكون الرئيس القادم لمصر توافقي.
وحول هوية الشخصية التي تنتوي جماعة الإخوان المسلمين دعمها في الانتخابات الرئاسة المقبلة، قال بديع إن الجماعة تبحث عن شخصية ليست محسوبة على التيار الإسلامي لدعمها في انتخابات الرئاسة، وجدد المرشد نيته عدم تأييد الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح في انتخابات الرئاسة قائلا: أقول لأبو الفتح لن أعطيك صوتي''.