صحيفة ألمانية: الاستخبارات الغربية تعتقد أن مصر تنشط في إنتاج أسلحة نووية بتعاون مع الصين
برلين: «الشرق الأوسط»
قالت صحيفة «دي فيلت» الالمانية في عددها الصادر امس في المانيا ان مصر بصدد تخصيب اليورانيوم في شبه جزيرة سيناء بمساعدة صينية، وانها تنوي الحصول على صواريخ بعيدة المدى.
ونسبت الصحيفة الى دوائر استخبارات غربية انها توصلت الى هذه النتيجة استنتاجا مما اعتبروه جهودا مصرية للحصول على اسلحة غير تقليدية، بالاضافة الى الحصول على سلاح تقليدي قوي.
واضافت الصحيفة «ذلك على الرغم من ان الحكومة المصرية تنفي اي توجه لها نحو العمل في مشروعات عسكرية نووية وان هيئة الرقابة الدولية على المنشآت النووية في فيينا اكدت عدم توفر اية معلومات لديها بخصوص تطوير مثل هذه الاسلحة في مصر».
وحسب الصحيفة فقد اعتبرت المصادر الاستخباراتية الغربية ذلك الاتفاق الذي حظي بسرية تامة تمويها على التعاون في مجال تطوير وتخصيب واستخدام اليورانيوم، والجانب الاساسي في هذه الاتفاقية هو مساعدة الصين لمصر في بناء مفاعل يورانيوم فوق شبه جزيرة سيناء، اما الجانب الاكثر اهمية ـ من وجهة النظر المصرية ـ في الاتفاق مع الصين فيتعلق بالتعاون في ابحاث انتاج عنصر (UH6) «يوران مكسافلوريد» والذي يستخدم لتخصيب اليورانيوم المجزأ وهذا النوع من التخصيب تم تطويره لاول مرة عام 1940 فيما يسمى مشروع مانهاتن الاميركي لصنع القنبلة النووية.
واضافت الصحيفة ان كلا من ايران والعراق حاولا تخصيب اليورانيوم بهذه الطريقة في السنوات الماضية. وحسبما تقول المصادر الاستخبارية لصحيفة «دي فيلت» الالمانية، فان مصر تبذل ـ بالاضافة الى ذلك ـ جهودا مكثفة لشراء اليورانيوم من عدة دول افريقية زاعمة ان النيجر الشريك الاساسي في هذه العملية وتؤكد هذه المصادر ان هناك مؤشرات على ان القاهرة حصلت بالفعل على كميات من اليورانيوم الطبيعي، وفي هذا السياق تبدو المعلومة القادمة من الصين ذات اهمية خاصة التي مفادها ان الصين رفضت في يونيو (حزيران) من عام 2000 دخول سفينة مصرية الى مياهها الاقليمية بسبب نسبة الاشعاع العالية التي كانت تصدر من السفينة.
وفي ما يتعلق بالصواريخ بعيدة المدى قالت الصحيفة ان شكوكا حول تعاون مصر مع كوريا الشمالية في هذا المجال كانت قد اثيرت في نهاية التسعينات وكثيرا ما يتردد ان مصر تحاول الحصول على صواريخ نودونغ الكورية الشمالية والتي يصل مداها الى 1300 كيلومتر. وقالت الصحيفة انه رغم ما يبدو من ان وزارة الدفاع المصرية قد الغت صفقة صواريخ بعيدة المدى من هذا النوع فان المصادر الاستخبارية تعتقد ان القاهرة اجلت تسلم هذه الصواريخ مؤقتا واضعة في اعتبارها السياسة الاميركية الحالية تجاه كوريا الشمالية، والداعي الى هذه الشكوك هو معرفة اجهزة مخابرات غربية ان مصر اشترت حاملات صواريخ من طراز MAZ547 من كوريا الشمالية وروسيا البيضاء واوكرانيا، والمعروف ان هذه الحاملات «القواعد المتحركة» تستخدم في اطلاق صواريخ نودونغ، بشكل خاص مع امكانية استخدامها لاطلاق انواع اخرى من الصواريخ.
ويخشى خبراء المخابرات من ان تكون القاهرة قد اعدت للحصول على هذه الصواريخ من قبل لكي يتم نقلها في فرصة مناسبة، حيث ان اللحظة الانسب لشرائها هي لحظة بدء الهجوم الاميركي على العراق وحينها تكون واشنطن مشغولة بأشياء اخرى تجعلها تغض الطرف عن عملية الشراء.
وانهت الصحيفة تقريرها بالقول «اذا حدث ذلك فان الاوضاع في الشرق الأوسط ستزداد سوءا»، وفي الختام ذيلت الصحيفة التقرير باستعراض لتطور الحالة النووية في مصر من عام 1961 الى عام 1998 وهي كالتالي:
* 1961 بدأت مصر بمساعدة سوفياتية بناء مفاعل ابحاث.
* 1972 أمد الاتحاد السوفياتي مصر بصواريخ فروج 7.
* 1981 وقعت القاهرة اتفاق الحد من الاسلحة النووية.
* 1986 لمحت مصر الى برنامج صواريخ سكود المصنعة في كوريا الشمالية.
* 1988 تم ايقاف ضابط مصري اثناء قيامه بتهريب عنصر الكربون المشع في مدينة بلتيمور الاميركية، وهو عنصر ضروري للتفجير النووي.
* 1989 أكدت مصر حقها في امتلاك اسلحة صينية.
* 1996 اكتشفت المخابرات الاميركية 7 شحنات من صواريخ سكود في كوريا الشمالية قبل نقلها الى مصر.
علي مسئوليه الجريده الالمانيه