طغى خبر خطوبة
المغنية اللبنانية اليسا ونفيه فيما بعد ، على مختلف وسائل الاعلام
العربية التي افردت له مساحات شاسعة ، للحديث عنه في مختلف الوسائل
المقروءة والمرئية والمسموعة ، بحيث نال اهتماما اكبر من اخبار "تقرير
غولدستون" واخبار "المصالحة الفلسطينية بالقاهرة" واخبار "تواصل الاستفزاز
الصهيوني لحرمة المسجد الاقصى الشريف".المثير بالموضوع ، التراشق الاعلامي
الذي حدث ، بعد ان ادلت رباب ابراهيم المسؤولة الاعلامية للملحن المصري
محمد رحيم (اصبح مطربا ايضا) للزميل الاعلامي سلامة عبد الحميد ، مراسل
وكالة الانباء الالمانية في العاصمة المصرية القاهرة ، بتصريحات حول
ارتباط رحيم بالمغنية اللبنانية اليسا ، ولان هذا التصريح يعتبر "حدث
الموسم" بالنسبة للعاملين في الوسط الفني ، فضلا عن قول المسؤولة
الاعلامية ان رحيم يتواجد "وقت التصريح" في بيروت لاتمام الارتباط ، قام
عبد الحميد بعد ان اخذ تصريحا صحافيا منها ، فضلا عن تصريحات رحيم نفسه
لاحدى الصحف المصرية وتأكيدات احد اصدقائه ، بالاتصال بالمسؤولة الاعلامية
للفنانة اليسا التي نفت بدورها ، صحة الخبر جملة وتفصيلا ، فقام عبد
الحميد بنشر مادة متوازنة تحت عنوان (تضارب المعلومات حول خطبة الفنانة
اليسا لملحن مصري) وهذا الخبر ما تناقلته وسائل الاعلام العربية بسرعة
البرق عن الوكالة الالمانية ، ولكن ما لبث ان بثت ابراهيم بيانا صحافيا
تتهم عبد الحميد بتلفيق اخبار كاذبة ، وهو ما رفضه الاخير ، خاصة بعد ان
استقى الخبر من اكثر من مصدر كما عرض في تقريره ، وجهات النظر المختلفة
جميعها.يبدو من الامر ، ان رحيم شاء ان يحدث ضجة اعلامية قبل الشروع
بتصوير احدث اغانيه في العاصمة اللبنانية بيروت ، لكي يجلب الانتباه لما
سيقدم لاحقا ، لكن يتضح انه وقع اسيرا لاشاعة لم يحسن اتقانها ، خاصة بعد
الهجوم الاعلامي الذي تبنته الصحافة اللبنانية عليه ، ما دعاه للاعلان عن
عقد مؤتمر صحافي للحديث عن اخر اعماله في بيروت (مساء غد الجمعة ، كما
اعلن) ، ولتوضيح حيثيات الموضوع.ما يلفت الانتباه فيما تقدم ، هو الطريقة
التي بات يلجأ لها بعض الفنانيين ، للترويج لاعمالهم ، خاصة عبر طريقتهم
باستعمال الاعلامي كـ (كوبري.. كما يقول الاخوة في مصر) للوصول لغاياتهم ،
وهذا ما ينعكس تاليا على علاقة الفنان بالاعلامي اولا ، وعلاقة الفنان
بالجمهور ، وعلاقة الاعلامي بالمتلقي ، اذ قد تصبح الاخبار اللاحقة موضوع
شك من الجميع ، ما قد يدخل الامر برمته في دوامه قد لا تنتهي ابدا.ايضا..
الطريقة التي تلقف بها الاعلام العربي لخبر خطوبة اليسا ، تعني بما لا
يدعو للشك ، ان الفنان بات ينظر اليه في الوقت الحالي كرمز له مريدوه ،
وله وزنه الذي لا يقارن به شيء اخر على الساحة العربية ، كما تثبت ان
الاعلام بات ينتظر الاخبار التي لا تمت للمآسي وللكوارث وللازمات المالية
، على انها نقطة ضوء يجب التركيز عليها ، واللحاق بها ان امكن ، لاشغال
القارئ عن واقعه المقيت الذي يعيش فيه.عموما.. في خضم ما يجري ، وما
(سينتج عنه المؤتمر الصحفي غدا) ، يجب علينا ان نقف لندافع بشراسة عن شرف
المهنة ، وصًدقيتها العالية ، كما يجب ان نحذر من الاشخاص الذين يحاولون
الوصول لمبتغاهم عبر وسائل رخيصة ، قد يعتقدون بأننا كأعلاميين "كوبري
لهم" لتحقيقها.