بعد ٨٥ سنة.. صباح: بيتى عشة على السطوح وطريقى سلم خشب
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
M o H a M e D Diabian Source
المشاركات : 6897 العمر : 36 التسجيل يوم : 07/11/2008
موضوع: بعد ٨٥ سنة.. صباح: بيتى عشة على السطوح وطريقى سلم خشب السبت يناير 23, 2010 10:56 am
بعد ٨٥ سنة.. صباح: بيتى عشة على السطوح وطريقى سلم خشب
فى رحلة صعودك إلى «العشة» عليك أن تمر أولا بخمسة طوابق ثم تتعلق فى الهواء على سلم خشبى متهالك وتتخيل كيف تفعلها صباح كل يوم. صباح عبدالرحمن التى تجاوزت الخامسة والثمانين تعيش هناك، فى «عشة» ضيقة كانت دائما ملاذها الأخير. فى رحلة الصعود تتمهل صباح قليلا، تلتقط أنفاسها بالكاد، وحين يهدها التعب تبحث عن «البخاخة» ثم تواصل الأكروبات اليومى فى طري الصعود إلى البيت. «بقالى ٢٥ سنة بطلع على السلم دا، مرة صباعى اتقطع، ومرة رجلى اتكسرت ومرة وقعت ودقنى اتفتحت» هكذا تعبر صباح عن ألمها بهدوء من يعرف أن الحياة لعبة سخيفة. ولدت صباح فى صعيد مصر ولا تتذكر المكان ولا تحمل بطاقة شخصية، كل ما تتذكره السيدة العجوز أنها جاءت إلى الإسكندرية وعمرها ٩ سنوات بعد أن حرمها أخوها من الميراث وطردها من البيت ليبيع كل ممتلكات الأسرة ويسافر للخارج. تقول صباح «طردونى عشان حتة طين وحبة طوب» يومها إخواتى ضربونى عشان الميراث.. ضرب موت.. كسروا راسى ولسه صوتهم بيرن فى ودانى إنتى مالكيش عندنا ورث». «الزمن دوخنى، كنت بنام فى بيوت الناس اللى باشتغل عندهم» من بيت لبيت ومن ناس لناس كانت صحة صباح تتدهور، فعل الزمن بها كل شيء، حتى أصيبت بالربو. فبينما كانت «النوة» تصب أمطارها على الإسكندرية كانت صباح تحمل «الصفيحة» وتحاول «نزح» المياه التى أغرقت العشة، سقطت مصابة بالتهاب رئوى حاد. مازالت تعيش بأحلام بسيطة فهى تريد ح«مام» يحميها من «التخبيط على الجيران فى نصاص الليالى»، وغرفة ترحمها من عذاب السلم. لم يعد لها مصدر دخل سوى ٣٠ جنيهاً معاش شهرياً تتقاضاه من إحدى الجمعيات الأهلية كمساعدة، تتحدث عن «فلوس الجمعية» بفرح طفلة وجدت أخيرا من يبتسم لها ولو نصف ابتسامة «٣٠ جنيه حلوين أوى.. أجيب شاى، وسكر ورغيف وبرتقانة وأعيش عليهم.. دا أرحم من السؤال بكتير» يا لها من عزة نفس تزوجت مرة واحدة ولكن سرعان ما توفى زوجها الذى كان يعمل فى تصليح «البوابير» دون أن تنجب منه طفلا يرحم شيبتها، تقول ضاحكة «والله ما أعرفش ليه ماكانش فيه خلفة.. هو أنا فقرية ولا إيه؟». «عاوزة كفنى» قالت صباح وهى تبكى «أنا خايفة أموت لوحدى وماحدش يحس بيا.. نفسى ألاقى أودة تحت، وفى حمام يكون بتاعى بدل البهدلة وسط الناس.. أنا خايفة أموت على السلم وماحدش يحس بيا.. خايفة أموت من غير كفن ولا حد يطلع ورايا».
المصدر : جريدة المصرى اليوم
انين الذكريات المراقبة العامة
المشاركات : 4052 العمر : 44 التسجيل يوم : 24/08/2009
موضوع: رد: بعد ٨٥ سنة.. صباح: بيتى عشة على السطوح وطريقى سلم خشب السبت يناير 23, 2010 1:56 pm
خايفة أموت من غير كفن ولا حد يطلع ورايا».
مسكينه تسلم ايدك خيووووو ولك مني ارق تحية وتقدير
بعد ٨٥ سنة.. صباح: بيتى عشة على السطوح وطريقى سلم خشب