إنقاذ أيرلندا لن يوقف الأزمة
أيام وربما أسابيع قليلة لحسم المساعدة المالية لتجنيب أيرلندا الانهيار (الفرنسية)
قالت مصادر أوروبية إن خطة إنقاذ لأيرلندا يجري التفاوض بشأنها في دبلن ستعلن الأسبوع المقبل. لكن خبراء حذروا من أن الدعم المالي المرتقب لأيرلندا لن يكفي لمنع انتقال عدوى الأزمة إلى دول أخرى في منطقة اليورو مثل البرتغال.
وكانت بدأت أمس في دبلن محادثات رسمية بين الحكومة الأيرلندية وبعثة من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي تقوم بمراجعة للحسابات المالية لتحديد حجم المساعدة التي يحتاجها القطاع المصرفي الأيرلندي.
وأشارت تقارير إلى أن المساعدة قد تصل إلى 90 مليار يورو (123 مليار دولار) خاصة إذا كانت ستشمل خفض الدين الحكومي إضافة إلى مساعدة المصارف.
وتحدث محافظ البنك المركزي الأيرلندي باتريك هونوهان عن احتمال فتح خط اعتماد لبلاده بعشرات المليارات من اليورو لمساعدة البنوك الأيرلندية في الحصول على قروض من الأسواق.
وإذا تأكدت تلك التقديرات, فستكون تلك الحزمة المنتظرة مقاربة لحزمة الإنقاذ التي أقرها صندوق النقد والاتحاد الأوروبي لليونان الربيع الماضي لتجنيبها انهيارا ماليا بعد تراكم ديون ضخمة عليها قاربت 400 مليار دولار, وعجز في الموازنة قرب 15% من الناتج الإجمالي المحلي.
أزمة بعد أزمة
وبدأت المحادثات أمس في دبلن في ظل تصاعد ملحوظ لأزمة المصارف الأيرلندية وسط سحب متسارع للودائع وتعاظم الخشية من توسع الأزمة إلى دول أخرى أعضاء في مجموعة اليورو.
وأعلن أمس مصرف أي آي بي –وهو ثاني أكبر المصارف الأيرلندية, وتملك الحكومة حصة فيه- أن حجم الأموال المودعة فيه تقلصت بنحو 18 مليار دولار منذ مطلع هذا العام.
ويواجه القطاع المصرفي الأيرلندي أزمة مالية مع تدفق الودائع إلى الخارج رغم تلقيه 45 مليار يورو (61.5 مليار دولار) من المساعدات الحكومية, وقروضا بقيمة 130 مليار يورو (178 مليار دولار) من البنك المركزي الأوروبي وحده.
مصرف أي آي بي مثال على خطورة الأزمة المالية الأيرلندية المرشحة للتوسع (الأوروبية)
واستنزف الدعم الحكومي للمصارف الموازنة الأيرلندية التي يُتوقع أن يبلغ العجز فيها بنهاية هذا العام 32%, وهو ما حمل الحكومة الحالية بقيادة بريان كوين على اللجوء إلى تقشف غير مسبوق.
وبينما كانت المحادثات في دبلن لا تزال في بدايتها, اتفق خبراء اقتصاد بارزون يشاركون في مؤتمر اقتصادي بفرانكفورت على أن أزمة الديون في أوروبا ستمتد رغم التفاؤل السائد بأن تقديم قروض لأيرلندا يمكن أن يوقفها.
وأظهر استطلاع أن ثلاثة أرباع الخبراء، الذين استطلعت آراؤهم على هامش المؤتمر، يعتقدون أن الأزمة ستشمل دولا أخرى في مجموعة اليورو.
وقال رئيس مركز دراسات السياسة الأوروبية ببروكسل دانيال غروس إن هناك اعتقادا بأن أوروبا الآن بصدد الانتقال من أزمة إلى أخرى.
وتكاد التحليلات تجمع على أن البرتغال –التي تعد من أضعف اقتصادات اليورو- هي الهدف المقبل للأزمة.
وبينما أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالإجراءات التي اتخذتها لشبونة حتى الآن لتجنب الأزمة, اعتبر وزير الخزانة تيموثي غيثنر أن مساعدة أيرلندا قد توقف انتشار الأزمة.
المصدر: وكالات