...ظـــروف أم خــروج عــن المألــــوف

ظروف أم خروج عن المألوف

ذات ليلة جلست أنتظر سيارة أجرة كي تقلـّني إلى بيتي ، و بعد هنيهة

لمحتها قادمة فأشرت إليها بالوقوف ، و لما هممت بالصعود ، استوقفني

أمر عجيب ، فالسائق لم يكن سوى امرأة في الأربعينيات ، فأخذت

الأسئلة تترى على ذهني ، ما الذي دفع هذه المرأة لامتهان هذه المهنة؟

أهي قسوة الظروف ، أم الرغبة في منافسة الرجال و الخروج عن

المألوف ؟ كيف يسمح لها زوجها ،أو أبوها أو أخوها بمثل هذا العمل ؟

خصوصا و أن ليالي المدن تعج باللصوص و قطاع الطرق و الثملين

ألا تخاف أن يتهجم عليها أحدهم ؟ هل تملك من القوة و الصبر ما يمكنها

من تجاوز المعضلات التي قد تواجهها ؟...

لا أخفي أن المشهد أخذ مني مأخذا عظيما ، فالتمست لها العذر ، و أشفقت

من حالها ، رغم أني قلت في نفسي، ألا تضع هذه المرأة شرفها بين كفيها ؟

لكني لما سبحت بفكري في فضاء الواقع المعيش ، تذكرت نساء كثيرات

على شاكلة تلك المرأة السائقة ، ممن اقتحمن وظائف و مهنا طالما كانت

حكرا على الرجال ، فهذه إحداهن تسوق شاحنة لشحن البضائع ، و أخرى

تسوق قطارا ، و ثالثة ولجت عالم تزويج الرجال و النساء ( تعمل كمأذونة) ،

ورابعة صلت بالرجال كإمام ، وخامسة قالت و لم لا تكون مؤذنة وغيرهن كثير.

استغربت من الأمر ، لكن لما تذكرت أن هذا الزمان لطالما يطلعنا كل يوم بكل

غريب و عجيب ، صار الأمر عاديا ، و لم أعد أتفاجأ مما يصلني من أخبار

عن بعض النساء اللواتي جعلن من "المساواة"مع الرجل حسب تعريفهن ، غاية

في حد ذاتها ، ولو أدى بهن الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.

محاور اختيارية للنقاش :

1) تعليق على ما جاء في القصة و المقال عموما .

2) هل العوز و ضيق ذات اليد مبرر لعمل تلك المرأة السائقة ؟

3) هل تؤيد عمل المرأة في أي مجال مهما كان نوعه ؟ لماذا ؟

4) هل يكفي الحجاب و تجنب الخلوة لكي تمتهن المرأة أي مهنة ، أم

هناك شروط و ضوابط أخرى لا بد من توفرها ؟

5) هل ترى معي أن هناك نساء همهن الوحيد هو لفت الأنظار إليهن بالولوج

إلى أعمال كانت حكرا على الرجال ؟

6) ألا ترى معي أن مطلب المرأة فيما يسمى "المساواة" سيفا مسلطا

على كرامتها ، إن لم يقتلها أصابها ؟

مشكور على موضوعك تسلم ايدك