شنت طائرات إسرائيلية ٨ غارات على قطاع غزة أمس بعد أن أطلق نشطاء من القطاع صواريخ على جنوب إسرائيل. وقال مسؤولون فلسطينيون إن ٣ فلسطينيين بينهم مسلحان أصيبوا بجراح فيما لم ترد تقارير عن سقوط قتلى فى أى من تلك الغارات التى استهدفت معسكر تدريب لحركة حماس وأحد أنفاق للتهريب بمحاذاة حدود غزة مع مصر.
وقال بيان عسكرى إسرائيلى إن الغارات تأتى ردا على إطلاق ١٣ صاروخا من غزة على إسرائيل فى اليومين الماضيين، كان آخرها أمس حيث سقطت قذيفة صاروخية بالقرب من المجلس الإقليمى لبلدة «أشكلون» جنوب إسرائيل وأسفرت عن إصابة إسرائيليين بجروح طفيفة فيما سادت حالة من الهلع. واستشهد ٥ نشطاء فلسطينيين فى ضربة جوية إسرائيلية السبت الماضى بعد أن رصدتهم قوات إسرائيلية وهم يجهزون لإطلاق صواريخ بحسب بيان قوات الاحتلال.
وفى الوقت نفسه، اعترف مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأن القذائف الصاروخية التى تنطلق من قطاع غزة أصبحت أكثر دقة وباتت تحمل بصمات «حرب استنزاف». وقال مصدر عسكرى لـ«راديو صوت إسرائيل» إطلاق قذائف الهاون من قطاع غزة فى الفترة الأخيرة أصبح أكثر دقة وذلك إلى جانب الارتفاع الملحوظ فى أعداد إطلاقها خلال اليومين الماضيين.
واعتبر نائب وزير الدفاع متان فلنائى، فى تصريحات لنفس المصدر، أن قطاع غزة أصبح يحمل بصمات حرب استنزاف، وقال: «رغم أن الوضع فى القطاع بعيد عن خوض غمار حرب استنزاف فعلية إلا أنه بلا شك أصبح يحمل بصمات هذه الحرب». وأضاف «إن جماعات متطرفة معارضة لحركة حماس هى التى تطلق معظم القذائف الصاروخية وقذائف الهاون من قطاع غزة، فى حين تدرك حماس نفسها، جيدا، مغزى رد إسرائيلى محتمل على مثل هذه الاعتداءات».
وأشار إلى أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية ستتخذ القرار بشأن تشغيل منظومة قبة الحديد لاعتراض القذائف الصاروخية فى التجمعات السكنية بالنقب من عدمه وفقا لاعتبارات عسكرية بحتة، مشيرا إلى أن هذه المنظومة تندرج فى إطار إجراءات الوقاية، إلى جانب تحصين المبانى فى هذه التجمعات.
سياسيا، أطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية ما يشبه انتفاضة دبلوماسية فى كل دوائرها لمواجهة مساعى ١٠ دول أوروبية لرفع تمثيلها الدبلوماسى مع السلطة الفلسطينية ليصل لدرجة «سفارة»، وكذلك السعى لإحباط أى اعترافات جديدة فى قارة أمريكا اللاتينية بدولة فلسطينية على حدود ٦٧.
وذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أطلقت حملة دبلوماسية واسعة فى مختلف دول العالم وصفها مراقبون بأنها أشبه بانتفاضة دبلوماسية لمواجهة المسعى الفلسطينى للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام ١٩٦٧، حيث أعطت تعليمات لجميع سفرائها للقيام بحملة دبلوماسية لمنع رفع التمثيل الفلسطينى لدى العديد من الدول خاصة الأوروبية، وكذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى دول أمريكا الجنوبية.
وبحسب الصحيفة فقد زادت التخوفات الإسرائيلية من إقدام ١٠ دول أوروبية على رفع التمثيل الفلسطينى لديها إلى درجة سفارة بالكامل، وذلك فى أعقاب ما أقدمت عليه النرويج الأسبوع الماضى، حيث تحاول إسرائيل وفقا لتعليمات من الخارجية الإسرائيلية وكذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بالإضافة لمنع قيام هذه الدول برفع التمثيل الدبلوماسى.
وأشارت الصحيفة إلى أن اعتراف بعض الدول من أمريكا الجنوبية بالدولة الفلسطينية بات يشكل قلقا كبيرا لإسرائيل، خاصة أن البرازيل والأرجنتين والأوروجوى وكذلك بوليفيا قد أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية على حدود ٦٧، وهناك تقديرات أن تقوم الإكوادور قريبا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا ما دفع الخارجية الإسرائيلية لطلب المساعدة من أمريكا لممارسة علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية لوقف انهيار العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول.
جاء ذلك فيما تسلّم سفير فلسطين فى البرازيل إبراهيم الزبن أوراق ملكية الأرض التى تبرعت بها حكومة البرازيل لبناء السفارة الفلسطينية. وذكرت وزارة الخارجية أن قيمة الأرض تقدّر بـ ١٤ مليون دولار، وتقع فى مكان مميز فى العاصمة البرازيلية وفى منطقة السفارات الشمالية.
جاء ذلك فيما طالب الرئيس البرازيلى المنتهية ولايته لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم الاثنين بنهاية ما سماه الوصاية الأمريكية على الشرق الأوسط. وقال دا سيلفا: «لن يكون هناك سلام فى الشرق الأوسط طالما كانت الولايات المتحدة هى الوصى على السلام. من الضرورى إشراك الدول الأخرى فى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين».
ومن جانبه أكد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر أهمية الخطوة البرازيلية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧. ونقلت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية أمس عن كارتر قوله «لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية وحدها لإنجاح عملية السلام، وذلك منذ موافقتها على كل الممارسات الإسرائيلية».