تتحدث يارجل المطر عن البريق في عيني ..وكأنك خضت صفاؤه يوما ورأيت صورتك في نقاء مرآته
كيف سيكون هو حديثك لو أنك بالفعل رأيته
ماذا كنت ستقول وماذا كنت ستتفوه لو أنك يوما لمحت فيه أسراب طيور الأمل وهي تحلق فوق شباب غض ماعرف اليأس برهة
وماذا كنت ستكتب لو أنك هنيهة يوما ما متعت بصرك بقوس قزح وهي تنتصب ألوان أطيافه على جبال قرمزية ماعرفت الخنوع والإذلال يوما
كيف سيكون شأنك يارجل المطر عن بريق أختلط لمعانه مع زلال بحور السراب وأخفته أمواجه
مارأيك ببريق انطفأ مع جدائل انقلب لونها وشابت وأحلام تكسرت جنحانها وحطت على واقع مقلق ومخيف
لا تكتب عن البريق في عيني فلقد رحل مع مراكب النسيان إلى شواطئ الغربة علها تحفل به وتعرف قدره أكثر من أحضان الوطن
أرسلته يارجل المطر إلى قارات ماوراء الأنهار وإلى ديار بعيدة
أرسلت يارجل المطر بريق عيني إلى جزر مجهولة وغريبة
فما رأيك بامرأة تنازلت عن بريق عينيها ووهبته لربان النسيان ليبحر به إلى محيط الظلمات
لا تبكي على بريقي يارجل المطر فلقد دفنته أمطارك في أوحال العنجهية والتخلف منذ زمن بعيد
أخذت العزاء في بريق عيني وطويت أحلامي بشال السواد
ولا أريد يارجل المطر أن تبعث من جديد ..دعها ترتاح في قبورها فلقد أتعبتني كثيرا بحياتها
أعيتني حتى لكأنني أرى الشروق غروب وأسمع زخات المطر وكأنها نواح وأرى ضوء القمر فأحسبه انفجار نيزك لم يحتمل مابه فتقطعت أوصاله..
لا تخاطب البريق في عيني ولا تقترب حروفك النارية لحدوده
ماأدراك
أنت بالبريق وصاحبته دعهما أنت وقلمك كما تركهما غيرك ومضى دون أن يترك
خلفه إلتفاتة حانية أو مرج تذكاري تحكي وروده عن اسطورة حلم سقطت لوحاته
وفشل وأحلام تكسرت مراياها وانهزمت
لا تعبث يارجل المطر بصناديق سوداء طويت صفحاتها منذ أمد بعيد واندحرت
لا تحاول أن تقرأ شيفرة أوراقي فصناديقي السوداء مخلصة لا تفتح أبوابها للغرباء..
مما راق لى