أحمد مدحت نـــائب المديـــر
المشاركات : 7998 العمر : 36 التسجيل يوم : 09/11/2008
| موضوع: رأيك ايه يامن ستنتخب الدكتاتور الأحد مايو 10, 2009 11:18 am | |
| يوصف عهد الرئيس حسني مبارك بالإبادة الجماعية للشخصية المصرية العامة والمحلية والقومية، والقضاء على وجودها في القرية والناحية والبندر والحي والمدينة وعلى المستوى القومي؛ مما أدى إلى محو وإزالة إرادة المصريين جميعا في مصر المعاصرة ... فالشخصية المصرية العامة بدأت تنمو وتنتشر ويتعاظم شأنها في مصر خلال ثورة المصريين ضد جيوش الحملة الفرنسية؛ ومن خلال تصاعد الوطنية المصرية في عهد الخديوي إسماعيل وخلال الثورة العرابية وثورة سنة 1919. وخلال نضالات الوطنية المصرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ضد الملك والاستعمار الأنجيلزي وضد حكم تحالف الإقطاع ورأس المال ...... وقد برزت هذه الشخصية المصرية العتيدة من صفوف المسلمين والأقباط ومن صفوف العمال والفلاحين والمزارعين والموظفين والحرفين والمهنيين ومن محامين وأطباء ومهندسين ومن التجار والأعيان...... وبواسطة الشخصية العامة تأسست الأحزاب والنقابات العمالية والمهنية و الجمعيات التعاونية الزراعية ومن أعضاء الهيئات الحزبية والشعبية ظهرت القوى الوطنية المصرية التي انبعثت منها الحركة الوطنية والحركة العمالية والنقابية . مما أدى إلى انتشار النضال الوطني وثوارته وهباته ضد الاستعمار والصراع الطبقي باضراباته ومظاهراته ضد الاستغلال بقيادة الشخصية المصرية العامة. ولذلك فالشخصية المصرية العامة ذات جذور شعبية حيث نبتت نباتاً حسناً في تربة القاع الاجتماعي المصري. فباتت أصلها ثابت وقرعها في السماء؛ لما كانت تحظى به من تأثير بالغ واحترام خرافي في صفوف الأمة المصرية. واستمرت بعد ذلك رغم حالات المد والجزر التي كانت تتعرض لها أثناء الأزمات السياسية والاجتماعية، وما كانت تسببه أحوال الوطن والأمة المصرية. وبالتالي فقد ظلت الشخصية المصرية العامة وأحزابها ونقاباتها وفية مخلصة لأمتها حتى ولو كانت تحتل مناصب في الحكومة بدليل مبادرة عمد البلاد ومشايخها باعتبارهم من الشخصيات العامة في الريف المصري بالإضراب احتجاجا على تزوير الانتخابات البرلمانية بواسطة رئيس الوزراء ووزير الداخلية الطاغية إسماعيل باشا صدقي ... ولكن هذه الشخصية المصرية العامة والعتيدة، التي كانت رمزا للثورة المصرية والمجتمع المدني، قد توارت واختفت رويداً رويداًُ فور قيام حكم العسكرة والعسكر في مصر الحديثة... وفي عهد الرئيس مبارك وعسكرته الطاغية، فقد تم قطع دابر وجود الشخصية العامة، وردم منابع ظهورها "بالضبه والمفتاح"؛ باعتبار أنها الشخصية الوطنية المضادة والمعارضة بطبيعتها لحكم العسكر ووحدانيته السياسية السلطوية. يؤيد ذلك عدم شغل منصب نائب رئيس الجمهورية حتى الآن... واغتيال منصب العمدة ومنصب شيخ البلد بإزاحة الشخصيات العامة الريفية من هذين المنصبين وشغلها بعناصر أمنية وبوليسية من "أزلام" السلطة والشرطة حتى لا تعود الشخصية العامة على المستوى القومي أو المحلي . وعلى جثة الشخصية المصرية العامة التي قيدتها سلطة العسكر والعسكرة، تفشت ظاهرة الشخصية المصرية "المشهورة"، التي طفحت بها كرة القدم ومجال الرقص والطرب ونجوم المسلسلات التليفزيونية ومجال الإعلام الرسمي والصحافة القومية. ومجال عضوية الوزارة وعضوية مجلس الشعب والشورى ومنصب المحافظين ورؤساء الهيئات العامة. ومجال رجال المال والاعمال والبورصة والبنوك وتجار "البزنس" والممنوع وأهل الرشوة والبرطلة وممارسة الدعارة المغلفة بحصانة الحزب الوطني الحاكم.... إن هؤلاء المشاهير يمثلون في حملتهم ظاهرة مرضية قد أفرزتها السلطة دون المجتمع؛ باعتبار أنهم طبقتها الاجتماعية وسندها في ممارسة الشئون المصرية لصالح طبقة رأس المال مما جعل شهرتهم مظهرية لا تحظى باحترام الجماهير. فضلا عن أنها شهرة مؤقتة لارتباطها بالمنصب السلطوي وجودا وعدما. هكذا تزدحم مصر المعاصرة بالسادة المشاهير السلطويين من كل لون وصنف ودين، اصطفتهم السلطة لنفسها ونفخت فيهم من روحها البرجماتية؛ مما جعلهم شكل من المرتزقة والمؤلفة قلوبهم ... بينما تم إخلاء مصر وتفريغها تماما من الشخصية العامة المتقيدة ذات الجذور الشعبية الراسخة.. ذلك هو الشأن المصري المعاصر الذي أدى إلى وجود وضعية غير منطقية وغير ديمقراطية دفعت الرئيس حسني مبارك إلى بسط سلطته المطلقة على كل سلطات الدولة والمجتمع؛ فحكم وحده بفكرة السيادة دون فكرة الحرية باعتباره الكل في واحد على حد التعبير القديم للكاتب "صلاح عيسى". ذلك الواحد السلطات الذي ظل جالسا متربعا على كرسي الرياسة المصرية طوال أربع دورات متتالية بدون جهد وبدون عناء بحيث أصبح منصبه وحياته صنوان، الأمر الذي عرضه لقلق الشيخوخة والهدم والموت.... ومن ثم فقد راودته واستبدت بشخصه أوهام البقاء وأحلام الخلود السلطوي، فبادر بتثليث وحدانيته السلطوية في أقاليم سلطوية ثلاث هي: الأب الرئيس حسني مبارك ... والأم..السيدة سوزان مبارك .... والابن ...السيد جمال مبارك ... وان هذا التثليث السلطوي الحديث هو شبيه بالثثليث الفرعوني والتثليث المسيحى الاورثوذوكسى. القصد منه الآن قيام العائلة السلطوية والجمهورية في مصر المعاصرة، التي قوبلت بزمور السلطة وطبولها على شاشات التليفزيون وفي أصوات الإذاعات وعلى صفحات الجرائد القومية، بالإضافة إلى إعداد الوريث الجمهوري...جمال مبارك ... إعدادا حزبيا وسلطويا والسماح لفخامته بتمثيل دولة مصر وإصدار أوامره الألوهية للحكومة وحزبها بشأن ضرورة الأخذ بالنمط البرجماتى والنص الأمريكي في كل الشئون المصرية. أن الوريث الجمهوري جمال مبارك لم يدع إلى النمط الأمريكي عبثا أو اعتباطا، ولكن دعوته هذه تتدرج تحت باب التزييف والتحليق للسيد الأمريكي، وتقديم الولاء لكل ما هو أمريكي لعلمه أن عائلته الجمهورية ووراثته للعرش الجمهوري لم ولن يحظبا بالتدشين والتعميد إلا في البيت الأبيض الأمريكي، باعتباره كعبة الشر والعولمة والاستعمار فوق كوكبنا الأرض.. وفضلا عن ذلك فأن الرئيس حسنى مبارك قد أعد عائلته الجمهورية لتحقيق مصالح متبادلة بينه وبين أمريكا. فالعائلة وما تدبره من أمور سلطوية ظاهرة ومستترة لنقل السلطة وتوريثها لشخص مدني هو جمال مبارك، هي خير ضمان للوجود العسكري الأمريكي في الوطن العربي والشرق الأوسط. لأن هذا التوريث المدني يعني القضاء على ظاهرة توريث السلطة للعسكر، والقضاء أيضا على ممارسة القانون المغولي والمملوكي الذي يقضي بأن الحكم كل الحكم على اكناف حملة السلاح... وبالتالي فسوف تبارك أمريكا قيام هذه العائلة وتوريث السلطة من الأب الجنرال العسكري، إلى الابن المدني بذريعة أن هذا الوريث الجمهوري سوف يقيم المجتمع المدني في مصر المعاصرة. ولكن هذا المجتمع المدني المزعوم سوف يحجم الجيش المصري العظيم والعنيد، ويهدر قدرة وقدسية حرب الخارج المصري وجيشه المصري الذي يعتبر جيش الجيوش العربية في مواجهة الاستعمار ودولة إسرائيل الصهيونية. وللعلم أن أمريكا تضغط بشدة لتسريح الجيوش العربية. ولكن المجتمع المدني المزعوم، الذى سوف تباركه أمريكا، سوف يكون مجتمعا بوليسيا مدججا بالسلاح تتفشى في أرجائه حرب الداخل المصري، التي تشنها جيوش الشرطة المصرية التي تضخمت كثيرا بفضل تفشى طبائع الاستبداد التي طفحت بظاهرة الجمهورية الوارثة وظاهرة وراثة الجمهورية..... صحيح أن طبائع الاستبداد هذه كان لها دور فعال في قيام والى مصر محمد على بتأسيس عائلته الملكية الو راثية، كما يحاول الرئيس حسنى مبارك بتأسيس عائلته الجمهورية الو راثية بفضل طبائع الاستبداد في مصر المعاصرة. وللحقيقة فإن والي مصر محمد على يوصف بأنة مقدوني الجنسية عثماني التبعية يعتنق الإسلام دينا وأسمه محمد على، وقد اختاره الشعب المصري وشيوخه اختيارا حرا ليكون واليا على مصر، ومع هذا كان مستبدا فظيعا؛ حيث واجه خصومة ومعارضيه من المماليك وشيوخ الأزهر ومشايخ الحرف بعدد من المواجهات الاستبدادية والمذابح الدموية كان أخطرها مذبحة المماليك في القلعة التي أرى إنها بمثابة جراحة ضرورية لإزالة المصران الأعور من جسد الشعب المصري ... ومع هذا فقد أسس عائلته الملكية على مقومات راسخة وإنجازات رائعة لم تشهدها مصر منذ دولة الفراعنة.
| |
|
أحمد مدحت نـــائب المديـــر
المشاركات : 7998 العمر : 36 التسجيل يوم : 09/11/2008
| موضوع: رد: رأيك ايه يامن ستنتخب الدكتاتور الأحد مايو 10, 2009 11:19 am | |
| وكذلك فعلا تقريبا الرئيس حسني مبارك المصري، والمنوفى القح، الذي جاءته السلطة والوراثة بحكم القانون المغولي والمملوكى المشار إليه سابقا؛ حيث مارس الاستبداد بكل طباعة ومظاهرة ومذابحه.......
فقانون الطوارئ واستمراره مذبحة، وتكفير العمال اليساريين والمعارضين واتهامهم بالشرك والالحاد لمنعهم من الترشيحات العمالية والنقابية مذبحة، وتحريم وتجريم الاضرابات والإعتصامات والمظاهرات العمالية والوطنية مذبحة.. وإصدار قانون الخصخصة وبيع القطاع العام مذبحة اجتماعية واقتصادية ... وطرد الفلاحين من الأرض الزراعية ...مذبحة للأرض والفلاح ...والتغاضي عن نهب المال العام وانتشار الرشوة والبطالة والدروس الخصوصية مذبحة ... وكل تزوير في الانتخابات النيابية والمحلية مذبحة للشرعية والقانون وإرادة المصريين ... والمشاركة في حرب العراق الأولى مذبحة ....والسماح لمرور للسفن الحربية الأمريكية والبريطانية من قناة السويس مذبحة للشعب العراقي....
هذه بعض ملامح طبائع الاستبداد في مصر المعاصرة؛ حيث أدت إلى تفشى الفقر والقهر والفساد والاستبداد وانتشار الجريمة في الحياة والمجتمع في عهد الرئيس مبارك ومحاولته تأسيس عائلة جمهورية وراثية بدون إنجازات ومقومات مثلما قامت وتأسست عائلة الوالي محمد على الملكية.
فالوالي محمد على مؤسس مصر الحديثة من خلال تطبيقه اشتراكية السان سيمونية وما حققته من تطور في الصناعة والزراعة والإنشاءات والإدارة والتعليم، بالإضافة إلى تأسيس العسكرية المصرية والجيش المصري العنيد حيث فتح باب الجندية وممارسة الحرب والقتال أمام المصريين لأول مرة منذ العصر الفرعوني ...وبفضل الجيش المصري أصبحت مصر إمبراطورية أسيوية و أفريقية في مواجهة أوربا والدولة العثمانية.
أن هذه الإنجازات العظيمة للوالي محمد على، التي شفعت له مع استبداده، كانت خير مبررات ومقومات لقيام عائلته الملكية التي حكمت مصر المحروسة بواسطة أبنائه وأحفاده طوال قرن ونصف في تاريخ مصر الحديثة ...وذلك في حين أن مشروع تأسيس عائلة الرئيس مبارك الجمهورية والوراثية يحاول فرض وجوده بدون إنجازات ومقومات اللهم إلا طبائع الاستبداد المصري المباشر .
وحتى إذا قارنا بين الوريث الملكي الأول إبراهيم باشا والوريث الجمهوري الأول جمال مبارك فسوف تلقب إبراهيم باشا بالبطل والفاتح والمؤسس المباشر للجيش المصري وأساطيله وانتصاراته ...وتلقب الوريث الجمهوري الأول بلقب جمال مبارك أبن أبيه رئيسا لمصر ....وهيهات هيهات بين وريث ووريث.
ولذلك فأن مشروع تأسيس العائلة الجمهورية الوراثية في مصر المعاصرة غير مأمون العواقب في مصر، التي تختلف عن كوريا الشيوعية الصغيرة والعملاقة وعن سوريا العلوية والبعثيه .
وأخيرا فوصيتي للوريث جمال مبارك ابن أبيه، أن يكون شجاعا ويصرخ قائلا أنا ابن مصر فقط، فلا وراثة للجمهورية ولا يحزنون...... | |
|