بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى
"إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب
الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات
والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"
روي أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قام [ أي رسول الله صلى الله عليه
وسلم ] ليلة من الليالي فقال : يا عائشة ذريني أتعبد لربي قالت : قلت :
والله إني لأحب قربك وأحب أن يسرك قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل
يبكي حتى بل حجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض وجاء بلال يؤذنه
بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من
ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ويل
لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق السماوات والأرض } الآية
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/147
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه
ولم تجعله يهنأ بالنوم في ليلته تلك فكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً
وساجداً وبكى وهو مضطجعاً ، نعم إنها لآيات عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز
لها القلوب ، قلوب أولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى
جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا
في ملكوت الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى
؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن
لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في أذهاننا..
اللهم أنر قلوبنا بنور القرآن ، اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً.