تجارب عديدة ومحاولات مستميتة قامت بها إدارة الفريق الملكي ريال مدريد من اجل ترميم دفاعات الميرنجي طيلة السنوات السابقة حيث بحثوا في اوروبا يمينها ويسارها على امل ان يجدوا اللاعب القادر على تحمل عبء الدفاع الابيض.
فتشوا من دون جدوي عن "هيرو الجديد"، جلبوا افضل الاسماء مثل فابيو كانافارو وتعاقدوا مع بعض اللاعبين اصحاب المواصفات الخاصة مثل متزلدر ولكن بقي الدفاع المدريدي هو المصدر الرئيسي لكل الأمهم واوجاعهم.
مدريد وفي صيف 2011 وبإيعاز من الاسطورة الفرنسية زيدان تعاقد مع المدافع الشاب فاران لاعب فريق لانس الفرنسي وصاحب الـ18 عاما في صفقة اعتقد الكثيرون بانها لن تختلف كثيرا عن سابقها في مركز قلب الدفاع خاصة وان اللاعب تقريبا معدوم الخبرات وصغير السن ولا يملك تجاربا في اندية كبرى ولم يسبق له اللعب لأندية البطولات.
صفقة فاران مع مدريد تعرضت ايضا لبعض الانتقادات على الجانب الاقتصادي لاسيما وان اللاعب كلف خزائن الفريق الميرنجي ما يقرب من عشرة ملايين دولار وهو ما اعتبرته الاوساط المدريدية رقما مبالغ فيه قياسا باسم اللاعب والنادي القادم منه.
ومع بداية الموسم غاب اللاعب الشاب عن تشكيلة مدريد ليظن الكثيرون بانه خارج حسابات البرتغالي مورينيو لاي سبب من الاسباب ربما لضعف مستواه وربما لتواجد كارفاليو وراموس وبيبي وربما لعدم ثقة مورينيو في خبرات اللاعب الصغير.
ولكن جاءت الرياح بما يشتهي اللاعب الشاب وابتعد مدافعي الفريق للإصابات الواحد تلو الاخر ليجد فاران الفرصة على طبق من ذهب مقدمة له وعليه هو ان يثبت ما اذا كان حقا مستقبل الدفاع المدريدي ام انه ليس الا حلقة من حلقات الفشل التعاقدي فيما يتعلق بقلب الدفاع.
وبتوالي الدقائق كشف فاران بانه صاحب قدرات كبيرة للغاية ونجح في ان يبهر المتابعين في اسبانيا للدرجة التي اضطرت فيها صحيفة "الماركا" الاسبانية لان تضع صورته على الغلاف الرئيسي وهو امر نادر الحدوث مع لاعب بمثل هذا العمر وفي ظل وجود كوكبة ماسية مثل رونالدو وبنزيمة وهيجواين وكاكا ودي ماريا واوزيل.
فاران لم ينجح فقط في ان يكون مدافع بدرجة امتياز ولكنه ايضا اثبت فلسفة مختلفة في اللعب لا تعتمد على القوة او التدخلات العنيفة ولكنها تعتمد في المقام الاول على حسن القراءة للخصم والتركيز العالي واللعب بأعصاب هادئة، مواصفات ومقومات منحت اللاعب الشاب الثقة في نفسه وثقة جمهور البرنابييو فيه وبالتبعية ظهرت قدرات اللاعب الراقية.
فاران حقق رقما ربما يبدو غريبا للعديدين وهو انه لم يرتكب أي خطأ طيلة 270 دقيقة وهو ما دعا وسائل الاعلام الاسبانية لان تطلق عليه اللاعب النظيف.
فاران ايضا سجل لريال مدريد ومن ثم اثبت بانه قدير وجدير بمركز اساسي في دفاعات الميرنجي فهو يملك ما لا يملكه الاخرون.
ويبقي السؤال الذي يدور في اذهان انصار الفريق الملكي ريال مدريد هل يصبح فاران مستقبلا هو اسطورة الدفاع المدريدي ويسير على درب هيرو؟