السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ضياع المفهوم الحقيقي للحب بين المعاكسات والابتزاز انا هقولكم قصة حقيقية قرأت عنها فى النت وهى عن الشاب الذي توجه إلى متنزه في وسط إحدى محافظات مدينة
الرياض بصحبة أسرته وفوجئ بفتاتين تلاحقانه وتصران على إعطائه رقم
هاتفهما، وعندما رفض قامتا بالتهجم عليه وشتمه بكلمات بذيئة أمام عائلته
مما اضطره لإبلاغ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحسب تصريح
الهيئة فإن هذه الواقعة تعتبر سابقة في نوعها وقد تم الاتصال على ولي أمر
الفتاتين وطلب منه الحضور لتسوية الأمر لكنه لم يتجاوب.هذاالخبر كان يوم الخميس 13/اغسطس أما يوم السبت اللى فات فقد نُشر تحقيق
عن ابتزاز الفتيات للشباب، بأساليب مختلفة قد يكون عن طريق تهديد المرأة
للشاب بنشر صوره من علاقة سابقة معها كي يعدل عن خطبته لفتاة أخرى، أو
استغلاله ليدفع للفتاة تكاليف زواجها من آخر على أن تصبح متاحة له بعد
الزواج إلى آخر ما جاء في الخبر.
الخبر والتحقيق إن دلا على شيء فإنما
هو التدهور الأخلاقي، فالمعاكسات منذ وجدت على الكرة الأرضية كانت موجهة
من قبل الذكر للأنثى، وأما من احتج بيوسف عليه السلام وامرأة العزيز كدليل
على معاكسة المرأة للرجل فقد وقع في الخطأ لأن امرأة العزيز أنكرت علانية
ما فعلته سرا، وكانت الخلوة سبيلا لطلب فعل الفاحشة، وفسرتها النساء
الأخريات بأن الغلام قد شغف قلب سيدته حبا، لذلك راودته عن نفسه؛ وهذا لا
يمكن أن يكون ما حصل بالنسبة للفتاتين اللتين لم تهتما أن فعلتهما تتم في
العلن وعندما تمنع الشاب قامتا بالتهجم عليه وشتمه ببذاءة، ومن الواضح أن
الدافع ليس الحب بل ارتفاع حرارة الغريزة الجنسية وانخفاض معدل الحياء
لديهما والسبب هو انعدام التربية الأسرية بدليل أن الأب لم يتجاوب مع
اتصال الهيئة.
في كل بلاد الدنيا تحصل المعاكسات، خصوصا في البلاد
العربية، ولكنها دائما من الشاب للفتاة، ومحملة بكلمات غزلية قد تكون
خادشة للحياء أحياناً، ولكنها على كل الأحوال بدأت تختفي في عصر الجوال
والبلوتوث، ولذلك تسمى في السعودية بالترقيم، فيرسل الشاب رقمه مثلا على
الملأ ويمكن لمن أرادت أن تحتفظ به وتكلمه فيما بعد، وهذا التصرف وإن كان
خاطئا، لكنه لا يحمل مدلولات تحرش شاب بفتاة لأنه يرسل رقمه وهو معرض
للقبول أو للرفض، على عكس من يأتي ويرمي رقمه على فتاة معينة أو كما يحصل
أحيانا من بعض الشباب الذين يرون سيارة - خصوصا سيارة عمومية - فيها فتيات
فيقومون بحركات من أجل لفت انتباه الفتيات قد تنتهي بالاصطدام العفوي أو
حتى المقصود من أجل رمي البطاقات، فهذا تحرش وقلة أدب، وهو في أحسن
الأحوال يتم بغية علاقة عابرة بعيدة كل البعد عن الحب.
وعندما تصدر
المعاكسات من فتاة فنحن أمام اختلاط شنيع للمفاهيم، فالأنثى منذ خلقها
الله ليس لها ثوب يجمّلها كثوب الحياء والتعزّز، وقد ناقشت في هذا الأمر
بعض الشباب الذين تأثروا بالفكر الغربي المتحرر وبما أن فطرتهم نقية فقد
وافقوا على أن حياء الفتاة هو أكثر ما يجذبهم لها، فهل ترى حمرة خدود
العذارى اختفت للأبد؟!
وأما التحقيق فقد أورد أن غالبية الشباب لم
يبلّغوا عن تعرضهم لابتزاز الفتيات لأن ذلك يعتبر طعنا في رجولتهم، وهذا
في الحقيقة تبرير غير مقبول، والأصح أنهم تورطوا بعلاقات مع أولئك الإناث
لذا هم خائفون من الفضيحة، لأن الذي لم يفعل ما يخشى منه يستطيع تجاهل
استفزاز الأنثى له وعندها لن يتحول الاستفزاز إلى ابتزاز؛ وهذه الحال عكس
ما يحدث لدى الفتيات، لأن الأنثى في المجتمعات العربية الذكورية هي
المدانة دائما، ومهما تطورت هذه المجتمعات فلن يصبح مقبولا أن تهدد الأنثى
الذكر في شرفه، اللهم إلا إذا كان شخصية عامة فهذا أمر آخر.
لا ريب أن
للتربية دورا كبيرا في تشكل الشخصية للشاب والفتاة، فالشاب الذي يحترم
نفسه لن يقوم بمغازلة الفتيات بل سوف يبحث عمن تكمل نقصه العاطفي فيقع في
الحب عندها، والحب شيء والمعاكسات شيء آخر، علشان كده لازم نحترم نفسنا وان بصراحة مش ضد المعاكسات لان انا نفسى بعاكس
بس لازم يكون بكلام لطيف و رومانسى و عدم وجود تصرف غير لائق و كمان عدم التمادى فى المعاكسات وانا من رأيى النوع ده من المعاكسات بيكون ترفيه للشاب او البنت و كمان الحب ليس عيبا ولا حراما إلا إذا أدى إلى
العيب والحرام، ومن العيب أن يعرّض الشاب سمعة الفتاة التي يحبها للخطر،
لكن ما الذي يقال عندما تنقلب الآية ولا تبالي الأنثى بسمعتها بل تصبح هي
الجريئة في العلاقة حتى لو كانت طلب رقم هاتف الشاب؟!
أمام السيل
الجارف للمسلسلات العاطفية العربية والمترجمة والمدبلجة فإن كثيرا من
الشباب والفتيات يحلمون بالوقوع في براثن هذا الكائن الخرافي الذي اسمه
الحب، خصوصا أن نوازع البحث عن الكمال لدى البشر تحصل في سن الشباب من
خلال تجربة الحب، لكن ما يحدث من معاكسات وابتزاز بعيد عن المفهوم النفسي
للحب وبعيد عن الكمال بل هو النقص بعينه.
تحياتى / خالد